يعمل البعض على ملاحقة وتتبّع كل من يَذكر اسم بلدهم بأي قضية كانت سواءً بالمدح أو الذم، ومن ثم يبدأ هذا الشخص بفهم الكلام بأقصى درجات سوء النّية التي يمكن لك أن تتخيلها، لينتج لديه بعد ذلك حِقد مباشر على أي شخص تجرأ وذكر اسم بدله، رغم أن ذكرها قد لا يكون بالأمر الكبير أبدًا، وقد يأتي لتوضيح وجهة نظر بسيطة لا يقصد بها أي شيء آخر.
ومن ثم يبدأ هذا الشخص غريب الأطوار بملاحقة أصحاب هذه المنشورات والتعليقات واتهامهم اتهامات باطلة، مما يدفعهم أحيانًا للرد عليه وتوضيح وجهة نظرهم، إلا أنه يصر أن لا يستوعب ما تم توضيحه له، ويتابع بتوجيه اتهاماته الباطلة والتي تفيض بالعنصرية، ويتّهم الآخرين بأنهم يسخرون من بلده، ويستميت في الدّفاع عنه وكأن الآخرين يقفون وراء شاشة تتيح لهم بنقرة واحدة توجيه صواريخ نووية إلى البلد الذي جاء منه صاحبنا غريب الأطوار.
هنا يكون هذا الشخص قد ساهم بشكلٍ أو بآخر بالإساءة إلى سمعة بلده دون أن يدري، رغم أن ما قام به قد يكون من باب الحرص عليها، لكنّه لا يزال طفلًا لم يفهم المعادلة بشكلها الصحيح، وهكذا تسير الأمور في عالمنا العربي للأسف!
نعم، الإساءة إلى مواطني بلدك وأخلاقهم تكون بهذه البساطة، وخاصةً إن شاهد ردّة فعلك مواطنين آخرين من دول أخرى يملكون نفس أسلوب التفكير الخاص بك، وتبدأ هذه الشبكة بالتّوسع وإنتاج عنصريين آخرين يكره بعضهم بعضًا، وما أكثرهم في مجتمعنا هذه الأيام.
– من واقع بعض المشاهدات والتجارب الشّخصية.