أطلعني أحد أصدقائي المقرّبين مؤخرًا على نمط شعري لم يسبق أن سمعت به يدعى “هايكو” Haiku (باليابانية: 俳句)، وهو نوع من أنواع الشعر الياباني، يحاكي أحاسيس الشاعر ومشاعره الجّياشة من خلال مفردات بسيطة وعميقة في الوقت ذاته.
الجميل في الهايكو هو الاختصار، وهذا ما جعلني أفكر بالتعرّف عليه، لأنني لست من محبي الشعر كثيرًا، لكنّ بساطة تعابير الهايكو استطاعت اختراق مشاعري بسهولة، وقِصَر قصائد الهايكو هو أكثر ما أعجبني، فهو أشبه بتغريدة على تويتر!
ويعتمد الهايكو في تكوينه على وصف مشهدٍ أو صورةٍ ما بعفوية، دون مبالغة وتفكير كبير، ودون الإفراط بشكلٍ مجازي في الوصف، وفي وقته الحاضر. وغالبًا ما يتم إدخال الطبيعة المتمثلة في الطقس والنباتات في قصائد الهايكو لتكون محور القصيدة أو أداةً مساعدة، وهذا النوع من الهايكو يُعرف بالهايكو التقليدي.
وهناك ما يُقال عنه الهايكو الحديث، والذي يحمل نفس البساطة التي يحملها الهايكو التقليدي، ولكنه لا يشترط به أن يرتبط بالطبيعة، فقد يكون اجتماعيًا يصف مشهد اجتماعي، أو رومانسيًا دون الاستعانة بالطبيعة.
حتى الآن قد يعتقد من لا يعرف الهايكو بأنني أتابع الأشعار باللغة اليابانية، إلا أن هذا ليس صحيحًا، حيث تعرّفت على الهايكو بشكله العربي، والذي يُحاكي الياباني تقريبًا، حيث يحمل نفس السّمات الأساسية لشعر الهايكو ولكن باللغة العربية.
وتتكون قصيدة الهايكو العربية من ثلاثة أسطر معظم الأحيان، ومن كلماتٍ بسيطة وقصيرة في كلِ سطرٍ منها، قد تقتصر بمجملها على 5 كلمات، وقد تصل إلى 10 أحيانًا.
مثال مجهول المصدر:
ما ظننتُه حفيفَ ثوبها
خلفَ الباب
كانَ دقّات قلبي
وتُعبّر قصيدة الهايكو عن مشاعر وأحاسيس كبيرة تخص الشاعر، وتكمن القوة في إيصال هذا الإحساس إلى القارئ ليجد نفسه مكان الشاعر الذي عاش المشهد أو تخيل الصورة.
وقت تحمل قصيدة الهايكو معانٍ عديدة، منها ما يظهر للعيان بشكلٍ مباشر، ومنها ما يعني للشاعر أمورًا أخرى يصعب على الآخرين فهمها، فهي بالنهاية تعبّر عن حالته وواقعه دونًا عن غيره.
يطول الحديث عن هذا النوع من الشعر الذي أجهله حتى الآن وقد أكون مخطئًا في بعض النقاط، إلا أنني أحببته بشكلٍ عفوي وأتابع ما يكتبه محبّي الهايكو العربي على مجموعةٍ مخصصة لذلك في موقع فيس بوك. لي بعض المحاولات، وأحاول بين الحين والآخر كتابة مواقف وصور أشاهدها في أماكن مختلفة، بأسلوب قد يُعتبر هايكو؛ وقد لا يكون.
مثال كتبته اليوم:
شارِدٌ مَساءً
زقزَقةُ العَصافير
تُخبِرني بِطُلوعِ الشَّمسْ!
سأحاول مشاركة ما أكتبه بهذا النوع من الشعر بشكلٍ دائم؛ هذا إن استمريت في الكتابة! وأتمنى أن أكون قد اختصرت هذا النمط الشعري البسيط بأسلوبٍ مفهومٍ للجميع.
معلومات قليلة استعنت بها من ويكيبيديا، وبقية المعلومات عبارة عن استنتاجات شخصية ومن صديقي ومن مجموعة الهايكو التي أتابعها.
لمعة عينيه
إصرار وتحدي
مهندس بروح شاعر
تبدو قريبة من نمط الرباعيات الشعري العربي القديم
لم أطّلع على نمط الرباعيات للأسف، ولكن قد يكون شبيهًا بالهايكو، إلا أن بساطة الهايكو هي ما تميزه، بالإضافة إلى نقطة مهمة نسيت التطرق لها وهي كتابته بصيغة الحاضر.
لا أعلم إن كان ما كتبته يعتبر هايكو تمامًا، وأتمنى من أحد محترفي هذا النمط إخبارك بذلك 🙂
كتبتها لك
ضريح رخام فيه السعيد اندفن
و حفره فيها الشريد من غير كفن
مريت عليهم .. قلت يا للعجب
لاتنين ريحتهم لها نفس العفن
رباعيات صلاح جاهين
أعلم أنني أنا المقصود 😀
جميلة الرباعية، ولكنها بعيدة جدًا عن الهايكو.