بعد السلام عليكم، والترحيب بكم، نبدأ حديثنا.
رغم أنّي لا أحبذ الخوض في المواضيع السياسية، ولن أكرّث لها الكثير من الوقت في مدونتي الشخصية، ورغم قناعتي بأن النقاشات السياسية في هذه المرحلة التي تمر بها بلدنا الحبيب (سوريا)، ستكون نقاشات شبه عقيمة في أغلب الأحيان (على نطاق الويب بشكل خاص)، إلا أنني أرى ظاهرة باتت تتسرب لنفوس البعض من أبناء وطني، وقد انتشرت عند البعض في ظل ما تمر به البلاد.
حديثي ليس سياسياً، إنما أسبابه حالياً هي السياسة! هي ظاهرة اجتماعية، شخصية، نفسية، بدأت تتغلغل بنا، تحاول السيطرة على حياتنا واسلوب عيشنا المعتاد، تقودنا إلى مستقبل نفسي مجهول، آلا وهي الكآبة “التفكير السوداوي”. لا أعلم تماماً عدد الأشخاص الذين يمكن أن أصفهم بها هذه الأيام، ولكن أعتقد أنه عدد لا بأس به.
إن ما يشهده الشارع السوري في هذه الأيام هو انقسام لفريقين (غالباً)، مع احتمال وجود فرق أخرى قد تكون حيادية أو ذات مصالح معينة، ولن أتطرق لذكرها. لست بصدد الكلام أبداً عن صاحب الحق في هذه الأطراف، لكل منهم رأيه وقناعاته ومبرراته، (ولست بحاجة لأن تعرض هذه المبررات ضمن التعليقات!). ما يشغل بالي حالياً هو طابع الكآبة الذي انتشر بين أبناء الوطن، وقد ينحصر غالباً ضمن الفريقين الأساسيين.
سأشرح باختصار ما هو الإكتئاب؟ علوم النفس تشرح كلمة سوادوي بأنه: مصاب بالسوداء، وهي مرض نفسيّ من أعراضه الحزن العميق والتشاؤم المطلق وهبوط النشاط الحركيّ. ويكيبيديا تعرّفه لنا بالتالي:
الاكتئاب عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية أو غير المرضية في الإنسان والتي يتغلب عليها طابع الحزن. هناك أنواع متعددة من الاكتئاب قسّمت حسب طول فترة الحزن وعما إذا كان الحزن قد أثر على الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد وعما إذا كان الحزن مصحوباً بنوبات من الأبتهاج إضافة إلى نوبات الكآبة.
وقد قرأت بأحد المواقع أنّ علائم الإصابة بالكآبة هي:
- الشعور بالحزن.
- اللامبالاة بالاعمال اليومية.
- الشعور بالضعف وعدم القدرة على التحمل.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الشعور بتأنيب الضمير وتحميل النفس المسؤولية.
- الشعور بأن الحياة فارغة ولاتستحق التمسك بها.
- صعوبة التركيز، عند القراءة أو الاستماع لأمر ما.
- الأرق المستمر.
- فقدان الشهية.
جميل، ولكن ما صلة الوصل بين ما ذكرته وما يحدث في الشارع السوري؟ أعتقد أنه حان دور الأمثلة على أرض الواقع:
- ألم تلاحظوا الزيادة الكبيرة في استخدام كلمة (مالل ومكتئب ومالي نفس اعمل شي) عندما يسألنا أحد عن حالنا، أو نسأله نحن هذا السؤال!
- نسمع بعض من حولنا يقولون (إن شاء الله موت قبل ما شوف هالبلد عم تخرب)، يقولونها بجدية وبوعي تام لما نطقوا به! ولا يعلمون أن نظرتهم السوداوية هذه قد تؤدي بنا إلى تخيلهم!
- ونسمع آخر يقول (إذا بدو يتم الوضع هيك حامل حالي ومسافر لوين ما كان)، احتمال أن يكون هذا ناتج عن توتر عصبي أيضاً، ولكن منهم من يقولها خوفاً من المستقبل، حسبما رسمته له مخيلته السوداوية.
- ولكن أكثر ما يقهرني أنه عندما تكون تمارس نشاطاتك المعتادة وحياتك بشكل شبه طبيعي، ينظر إليك بعض أصحاب النظرة السوداوية ويقول في نفسه وربما في العلن أيضاً (الناس ما عاد فيها قلب، كل واحد داير على مصالحو وعم ينكّت ويضحك وكأن شيئاً لم يكن، يا حيف بس يا حيف، في الله!!)
الأمثلة تَكثُر، ولكن آخرهم هذا الذي ذكرته، هو الشخص الذي تأزمت معه الأمور أكثر من غيره بكثير، وإذا استمر على هذا الأسلوب، أخاف عليه أن يصاب بما يسمى فعلاً “مرض الاكتئاب”!
أعرف أن هناك دماء، ومعظمنا حزين عليها (من الطرفين)، وكلٌ حسب قناعته، ولكن هذا لا يعني أن تتوقف حياتنا ونترك ماضينا، وننأسر للحزن والاكتئاب، بل وننتقض كل من يمارس حياته بشكل طبيعي، والقليل يصفهم أيضاً بمن باعوا مبادئهم، وانصرفوا للضحك وأمور الحياة، ويتم تخوينهم للأسف!
قد يقول البعض أنني أبالغ، ولكن هذا مرض حقيقي، وحسب ويكيبيديا أيضاً:
هناك الكثير من المشاهير الذين أصيبوا على الأقل بنوبة واحدة من “نوبة الاكتئاب الكبرى” وتلقوا علاجاً دوائياً لهذا الغرض ومنهم على سبيل المثال: ونستون تشرشل، جورج و.بوش، هاريسون فورد، أبراهام لينكون، إسحق نيوتن، لودفيج فان بيتهوفن، نابليون بونابرت، فان غوخ، إرنست همنغواي، ريتشارد نيكسون، سعاد حسني، مارلين مونرو,امينم, ديفيد بيكهام، بريتني سبيرس.
ما أضرار هذه الظاهرة على الفرد و المجتمع؟
- على صعيد الفرد نفسه، أعتقد أن كل ما ذكر من علائم الإصابة بالكآبة هي أمور غير مرغوبة وستؤثر كثيراً على أسلوب حياتنا، إضافة إلى التوجه للعلاج في حال تأزم الأمر، ولن يكون هناك سوى رابح واحد، آلا وهو الطبيب النفسي!
- على صعيد المجتمع، معظمنا يطمح لسوريا المستقبل، سوريا أفضل، كل منا على طريقته، ولكن من سيبني سوريا هذه التي أصبح شبابها أصحاب نفسيات كئيبة!
يظن البعض أن ما يحصل معه هو (فترة وبتعدّي)، ولكن في حال تمكنت منك الكآبة وسيطرت عليك، ستنسى كل ما ظننته! ففي حال بقيت نفسيتنا ضعيفة ومهزوزة، ألن تؤثر على سوريتنا جميعاً؟!
هذه دعوة بسيطة من أخوكم الصغير، للتفائل والتّطلع لمستقبل أفضل، أيّاً كان الطرف المسيطر في النهاية. بنظرتنا المشرقة، نستطيع تحمل كل الأزمات، وابتكار أروع الحلول، والصعود إلى القمر (بالتخيل فقط!). أدعوكم أيضاً لقراءة تاريخ رسول الله عليه الصلاة و السلام، كيف كان في أشد الأزمات متفائلاً ويدعو إلى التفائل. أخوتي بالله، تفائلوا بالخير تجدوه.
نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات.
تفائل دئماً وارفع رأسك عالياً وتطلع إلى غدٍ مشرق بإذن الله. لأنه وبقناعتي الشخصية، نفسيتنا تلعب الدور الأكبر بكل ما سيحدث بالمستقبل. وتذكر دائماً أنه “أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد”، الإيمان في القلب يكفينا للتفائل.
بالعودة لموضوعنا، سوريا اليوم بحاجة إلى نفسيات مشرقة، لا تؤثر بها الأزمات مهما حصل، أقوياء وصابرون، يحتسبون كل ما خسروه عند الله، يعشقون السعادة، ينظرون للجانب المضيئ، لا يهمهم كثيراً نصف الكأس الفارغ. إذا سيطرت النظرة السوداوية على المجتمع ككل، فمن وجهة نظري أنها ستقضي علينا، وسنحتاج من الزمن أضعاف مضاعفة للنهوض مرة أخرى.
في الختام، إنني لا أتّهم هذه الأيام بكل ما يحدث، هذا مرض خطير قد يصيبنا في أي وقت كان ولأي سبب كان، ولكن الأوضاع حالياً قد تلعب الدور الكبير فعلاً في توسع دائرة هذا المرض بين أبناء الوطن (من وجهة نظري وتجربتي). قد أكون مخطئ بمعظم ما ذكرت (وأتمنى ذلك!)، ولكن لعلّ ما كتبت أن يفيد في رفع مستوى التفائل بين أبناء وطني، وعلى أمل أن تشاركوني رأيكم، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، والله الموفق والمستعان.
في سهرة رمضانية جديدة، مليئة بالأمل والتفائل، ومن مكاني المعتاد، أريكتي العزيزة، وكلي شوق لرؤية البحر الذي طالما آزال همومي :).
الصبر ثم الصبر ثم الصبر …
يعني كلشي عم يصير بسوريا
أخونا عمر لخصنا يا بهل مدونة
بشكرك كتير يعني أغلبيت الحكي من الواقع
بس شغلة الأكتئاب يلي حكيت عنها عنجد هي مرض خطير
و بلش ينتشر بشكل مريع
بتمنى من الجميع يضل أيمانون بالله كبير
الفراج أتن لا محال …
و بشكرك مرة تانية
خليك عم أتمتعنا بكتابتك
شكرا ألك ولأريكتك …
شكراً على الدعم المعنوي أخي عمر.
إن شاء الله دائماً نكون عند حسن ظنكم، دمتم متفائلين :).
أي شو هاد لكل عمر
طلعت مريضة بالاكتئاب للعضم
يلا بنحاول نغير نظرتنا السوداوية إن شاء الله
هو على كل اكتر شي عجبني
أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد
الله يختار الخير يا رب
وشكرا لنصائحك الغالية في توعية جيل الغد ( أنا منهم ولا ختيرت؟ )
هههههههههه
مشكور زميل
أي عنجد، يمكن أنتي من هالعالم يلي بلشت تأثر عليهون الأمور.
بس أنتي أقوى من هيك أكيد، ما رح تخلي الاكتئاب يسيطر عليكي ;).
وكلنا جيل الغد المشرق بإذن الله.
شكراً لمتابعتك زميلة :).
حلللللللو كتير الحكي الله يعطيك العافية وفعلا هاد الشي يلي صاير
والله يهدي الاوضاع يارب
شكراً لمرورك دانيا :).
والله يخترلنا الخير جميعاً.
يعني بدون مبالغة الكلام كتير حلو وحتى المفردات وطريقة الصياغة بشكل عام >>>>.كتير حلو ……….
وانا معك بهي الفكرة انو صار الشعب السوري شعب سوداوي إذا مو كلو تلت رباعو
بس الظروف هي اللي عم تخلي الناس هيك وانا وحدة منن طبعا دائما ملل اكتئاب …….الخ
وإذا فرضنا متل ما عم تقول اخي عمر انو لازم نكون قويين وصابريين انو لايمتى….. صرلنا اكتر من اربع شهور ع هل الحالة
وكرمالا عم تسوء صح؟؟؟
بس لح نحاول نرجع متل قبل ……. لاسوداوية لاكئابة لا تشائم………… (نشالله نقدر)
(((و تذكر دائماً أنه “أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد“، الإيمان في القلب يكفينا للتفائل.)))
هي الجملة كتير حلوة وبمحلى
عن جد شكرا مدونة كتير رائعة بانتظار جديدك ^_^
أول الشي بتشكرك كتير عالمدح.
هلأ بالنسبة لفكرة لأيمتى، فأكيد العلم عند رب العالمين.
بس نحنا في حال كنا متفائلين هلأ ولبعدين، فبرأيي أنو رح نصير نتخذ قرارات أصح من غيرها.
ووئتها فينا نتوقع مستقبل مشرق لسوريا.
حكيت الواقع بعيينو الله يسلم هالايدين
وان شاء الله ننتظر مستقبل أفضل للوطن وتفاءلوا بالخير تجدوه
الله يسلمك يا رب.
وإن شاء الله كلنا أمل وتفائل.
أنو في حال كان التفكير إيجابي، فأغلب الأحيان بتكون نتائجو إيجابية، وفي حال كان سلبي، فكمان غالباً رح تكون النتائج سلبية.
حلو كتتتتير عوووومر الله يزيدو ابداع يا حئ ,, وفعلا حكيك صح نفسيتنا كتير بتلعب دور بكل شي منعملو او حنعملو ,, يعطيك العافية عنون
الله يعافيكي ويخليكي رانو :).
بتشكر مرورك كتير، وإن شاء الله على طول نفسيتنا تكون متفائلة.
اول شي بشكرك على الموضوع واسلوب الطرح
وانا من جماعة الكأبة من قبل وبتزيد مع هيك اوضاع
بس بحس انو لما بتتأمزم الأمور
والناس بتحتاج لمنفذ امل
بحب انو يكون عن طريقي
ولو اني بفشل بالعادة
بس بحاول
لعل وعسى كون طريق لسعادة شخص تاني ….
آمين يا رب، إن شاء الله كلنا منكون عون لبعض.
إذا ما العالم ساعدت بعضها، فما حدا رح ينفد بالأخير، لذلك أنا عم انصح واحكي رأيي من هالمكان، لعل وعسى حدى يستفيد.
وأنت عدول، إن شاء الله بتنجح بمحاولاتك على طول.
شكراً كتير لمرورك :).
خليتني اكتئب اكتر بما انه مر تلت نين
مين ألك ترجع تقرأ شغلات قديمة 😛
اهتمامي بشخصك
الله يعزّك